بِــــــــــ،،،ـــمـﮯ أللـّﮧ الرحمن الرحيمـــــــﮯ
الحمد لله على إحسانه و الشكر له على توفيقه و امتنانه و الصلاة و السلام على الهادي إلى رضوانه و على آله وصحبه و إخوانه . أما بعد :
فقد أعجبني الرد العلمي لأحد الإخوة على التدليس المدسوس في آخر صرعات "الشيخ" المدعو فركوس على جمهوره في أحد الولايات وقد وقع منه ماوقع وسانقل لكم الرد بدون تصرف يقول :
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّد الأنبياء وأشرف المرسلين نبيّنا محمد وآله وصحبه الطيّبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد: فقد خلق الله الإنسان وحمّله من التكاليف الشرعية ما شقّ على السماوات والأرض تحمُّله وما ذلك إلا لخطورته وعظم شأنه "إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا" ومن أعظم تلك الأمانات التي استُحفظ عليها العبد على ضعف همّته وقلّة حيلته أمانة الرواية والدراية؛ فالأولى تحفظ بها النقولات من الكذب والتلاعب والتدليس أيّا كان مصدرها ومهما اختلفت نظرتنا إلى منبعها، والثانية يحفظ بها العلم من التحريف والتأويل والقول السقيم مهما في غيره مع صاحبه اتّفقنا.
ولا شك أنّ الناس يتفاوتون في تحمّل مسؤولية الحفاظ على هذه الأمانة بقدر اختلاف نصيبهم من العلم والفهم لهذا اشتدّ الوعيد والتهديد كلّما كان المكتوم من العلم أكثر وأهم "إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون؛ إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم" وما هذا الوعيد إلا لما في كتمان العلم من أخطار عظيمة على الأمّة.
ومن أولئك الذين قُدّموا للأمّة على أنّهم حملة لرايتها مدافعين عن دينها الشيخ محمد علي فركوس، رغم تواريه عن الأنظار وقلّة حديثه في خصوص ردّ عادية "الأشرار"، ولعل الهيبة والرغبة في الشيخ فركوس ما هي إلا نتاج لصمته وكما يقال "كل ممنوع مرغوب"، ولكن "لكل شي إذا ما تم نقصان" فقد فاجأ الشيخ فركوس الكثير ممن أحسن بهم الظن بمحاضرة ألقاها في ولاية "سيدي بلعبّاس" وسط جمع من مريديه حملت العديد من "التقوّلات" في حق إخوانه الدعاة، والكثير من "التحريفات" العلمية التي أطلقها في قوالب اختلفت بين "عمومات" و"تناقضات" فأخلّ بأمانة الرواية والدراية وما أعظمها من خلّة وأفدحها من زلّة.
ولست هنا لأناقش الشيخ مناقشة علمية قد يكون له فيها باع وسبق أكثر منّي بعديد أشواط، بل سأتطرّق إلى بعض ما جاء في المحاضرة من باب "مدارك منطقية" ليس بيني وبينه فيها فرق.
لن أتحدّث، أتوّقف للحديث عن كلام "الخشب" الذي تناول فيه شرف الانتساب لمذهب السلف وأسباب العدول عن تسمية "أهل السنّة والجماعة" إلى التسمّي بـ"السلفية" واحتكار أوصاف "الطائفة الناجية" و"الفرقة المنصورة" و"غربة الدين".. ولكن سأتطرّق لبعض النقاط التي طرحها وتهجّم بها على مخالفيه.
1- العلماء وحكم المشاركة في البرلمانات: معلوم عند صغار طلبة العلم أنّ العلماء اختلفوا في الكثير من مسائل "النوازل" ومنها "الدخول في المجالس النيابية" ما بين محلّل بضوابط ومحرّم لكثرة "المخالفات" . لكن الغريب أن يخرج علينا فركوس في محاضرته بنسبة من يدخل إلى البرلمان للبدعة ومخالفة المنهج السلفي رغم أنّ علماء كثرا يعتبرهم مرجعيات له، أفتوا بجواز الدخول في البرلمان منها قول ابن باز "لا حرج من الالتحاق بمجلس الشعب إذا كان المقصود من ذلك تأييد الحق وعدم الموافقة على الباطل"، وقول ابن عثيمين "أرى أن الانتخابات واجبة" وفتاوى اللجنة الدائمة أشهر من أن تذكر.
فهل الشيخ فركوس الذي هاجم "السلفية الجهادية" لأنّها بزعمه لا تحترم العلماء السلفيين الناصحين يحترم هؤلاء العلماء الذين نسبهم إلى "القاعدة الميكافيلية" .
طبعا من حقه أن يرجّح ما يراه أقرب إلى الحق أمّا أن يتهجّم على مخالفين فهذا أمر لم يراع فيه "آداب الخلاف" ولا "حقّ الأخوة" . فضلا عن ذلك: منذ متى أصبح دعاة "السلفية الجهادية" يرضون بالدّخول في البرلمانات؟
2- العذر بالجهل بين شرك القبور وشرك "الحاكمية والتشريع": الشيخ فركوس أحد أكثر المنتسبين إلى العلم والدعوة في الجزائر تحمّسا للقول بعدم اعتبار "الجهل" مانعا من تسمية من وقع في الشرك مشركا كافرا بل ألّف رسالة كاملا بعنوان "في ضوابط العذر بالجهل" لتوضيح ذلك ومما جاء فيها أنّ "الذي وقع في مَظهرٍ شِرْكِيٍّ ولم يعلم مناقضتَه للإسلام... فإنه يفرَّق بين قُبح المعصية وتسميةِ فاعلها بها، سواء قبل ورود الشرع وقيام الحُجَّة، أو بعد البيان وظهور الحجة الرِّسالية، وبين كون مرتكبها لا يستحقُّ العقوبةَ في الدارين؛ لأنَّ العقوبة والعذابَ متوقِّفان على بلاغ الرسالة، لقوله تعالى: "وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً" فالمتلبِّس بالشرك كالساجد لغير الله مِن وَلِيٍّ أو صاحبِ قبرٍ فهو مشركٌ مع الله غيرَه في العبادة، ولو نطق بالشهادتين وقت سجوده؛ لأنه أتى ما ينقض قولَه من سجود لغير الله، فمن حيث التسميةُ فهو مشرك بما حدث منه من معصية السجود لغير الله، لكنه قد يُعذر بجهله من جهة إنزال العقوبة التي لا تتمُّ في الدارين إلاَّ بعد البيان وإقامة الحُجَّة للإعذار إليه " فأوضح بأنّ الواقع في الشرك الأكبر يصير كافرا مشركا ولو كان جاهلا ولا يعني هذا أن يطبّق عليه حد الردّة أو أنّه مخلّد في النّار، إذ أنّ هذا موقوف على "البيان وبلوغ الحجّة" عكس الوصف بالشرك الذي لا يشترط فيه "علم" ...لكن الشيخ فركوس عند تناوله لمسألة الحاكم بغير ما أنزل الله أو ما سمّاه في نفس الرسالة "شركا في الربوبية" وفي غيرها "شرك تشريع وحاكمية" و"اعتداء على الله في الحكم" ناقض نفسه فنسب "مبدأ عدم العذر بالجهل في المسائل العقدية" إلى "السلفية الجهادية وهو خطأ رواية ودراية، فمن السلفية الجهادية من يعذر بالجهل حتّى في الشرك الأكبر سواء في العقوبة أو التسمية كأبو بصير الطرطوسي فكانت من الإخلال بالأمانة نسبة هذا القول إليهم بإطلاق ومن الإخلال بالرواية أيضا استعماله للفظة "المسائل العقدية" وليس يعرف عنهم قط هذا والشيخ مطالب بدليله عليهم أنّهم لا يعذرون بالجهل في كل المسائل العقدية كما يقول، لكن فيهم من لا يعذر بالجهل في الشرك الأكبر كأبي محمد المقدسي وهو نفسه قول الشيخ فركوس!! ومن الإخلال بالدراية كيل فركوس بمكيالين، فالمشرك في القبور كافر ولا عذر له ولا يصح تسميته بالمسلم ولو كان لا يفهم شيئا ولم يصل له قرآن ولا بلغه حديث، إذ اسم الشرك يثبت حسبه "قبل بلوغ الحجّة"، أمّا المشرك في "التشريع والتحليل والتحريم والطاعة" من الأنظمة والحكّام "معذور بجهله" وإلا فتكفيره يجرّ بلا ريب إلى "تكفير الرعية" وهو تصوّر لا يقول به عاقل فضلا عن منسوب إلى العلم، بل الاغرب من ذلك أنّ فركوس يؤكّد بأنّ العذر بالجهالة حتى في العقوبة لا يتناول "القادر على معرفة الحقِّ، لكنَّه مُفرِّطٌ في طلب العلم، ثمَّ أعرض عن ذلك تاركًا ما أوجب اللهُ عليه، وخاصة إذا وجد في دار الإسلام حيث مَظِنَّة العلم" فبأي حجّة عذرهم وما السبب الذي جعله يستثنيهم!! وإنّي لأحتار من مريديه الذي قد يكونون على إطلاع بكلامه أكثر منّي كيف لا يعارضونه في هذا الكلام وكيف لا يظهر لهم هذا التناقض الصارخ في الأحكام!!.
3- السلفيون واحترام العلماء: زعم الشيخ فركوس أنّ من حكم عليهم بمخالفة المنهج السلفي "تستصغر شأن علماء السنة السلفيين الناصحين ولا تنظر إليهم إلا بعين الاحتقار فتنتقص من قدرهم وتتجاسر عليهم وعلى ما يحملونه من علم نافع صحيح باللمز والغمز والطعن بألفاظ كاذبة وأوصاف خاطئة وبيانات مغرضة وتنعتهم تارة بمرجئة الفقهاء وتارة بجهالة فقه الواقع وتارة بالعملاء وأخرى بعلماء السلاطين أو البلاط أو أتباع بغلة السلطان" وهنا أظنّ أن لا أحد من المسلمين البتّة إلا وسيتوّقف مندهشا لهكذا كلام ليطرح تساؤلات وتساؤلات وهو ينظر لمن يوصفون بـ"السلفيين" الذي ما تركوا عالما أو داعية بل ولا عابدا يخالفهم الرأي إلا وسفّهوه وبدّعوه فهذا "سروري" و" قطبي" و"حزبي" و"سلفي الظاهر صوفي الباطن" و"إخواني محترق" والأصولي "علمه زبالة" و المشار إليه بالبنان "كلب عاو" فضلا عن محاسبة النّاس بمساوئهم وطرح كلّ حسناتهم فسمّي العالم ضالا مضلا لأنّه "أشعري" وسمّي العابد مشركا لأنّ في تنسكه نزعة تصوّف ومن يرفض طغيان الظالمين هو "داعية فتنة". حتى أصبحت حملات "التبديع" و"التسفيه" علما على السلفية التي تناصرها وتحذّر من التهجّم على دعاتها، فمن أحق باللوم ومن أحق بالتحذير أمريدوك الذين أصبحوا "كالذباب يراعي موضع العلل" أم من ترفض انتسابهم للسلفية لأنّهم وصفوا العلماء المقرّبين من الأنظمة بـ"أتباع بغلة السلطان"؟ فالواجب أن تبادر بلومهم لا لوم غيرهم وكما يقال "إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي النّاس بالحجارة".
4- دار الإسلام ودور الكفر: يعرف عن أغلب أئمة الدعوة النجدية الوهابية الذين يتّخذهم الشيخ أعلاما ومرجعيات يهتدي بهداهم ومصابيح نور يقتفي آثارهم، أنّهم يحكمون على الديار بأنّها ديار كفر أو ديار إسلام حسب "الأحكام الغالبة عليها" فإن غلبت عليها الأحكام المناقضة للإسلام فهي "دار كفر" وإن غلبت عليها أحكام الإسلام فهي "دار إسلام" تختلف ما بين "دار إسلام وعدل" و"دار إسلام ظالمة" ثّم جاء أعلام السلفية المعاصرون وأنزلوا ذلك على الدّول المحكّمة للقوانين فهذا محمد ابن إبراهيم آل الشيخ يسأل عن الدول المحكّمة للقوانين يجيب بكفرها واللجنة الدائمة برئاسة ابن باز" تقول "وكل بلاد أو ديار، لا يقيم حكامها وذوو السلطان فيها حدود الله، ولا يحكمون في الرعية بحكم الإسلام، ولا يقوى المسلم فيها على القيام بما وجب عليه من شعائر الإسلام؛ فهي دار كفر" وهذا صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية بالمملكة يقول أنّ "الدولة متى كان التحاكم فيها إلى الطاغوت ظاهراً فاشياً فالدولة دولة كفر، ومتى كان قليلاً خفياً أو كان قليلاً ظاهراً وينكر، فالأرض أرض إسلام، والدار دار إسلام، والدولة دولة إسلام"، ونقلي لكلامهم لا يجعله قولا فصلا في المسألة بل الخلاف فيه مشهور ولكل حجّته، لكن أن يأتي الشيخ فركوس لنسب هذا القول إلى جماعة بعينها وينفيه عمن يصفهم بـ"السلفيين" فهو بذلك بتبرؤ من هؤلاء ويخرجهم من السلفية فليست السلفية الجهادية مخالفة للسلفية الشيخ ومن يتّبع ولكن "أئمّة الدعوة النجدية" أولى بذلك! فهل يقبل فركوس بذلك؟ فلا أعيب على فركوس حكمه بإسلام الدور المحكمة للقوانين لأنّ غالب شعبها مسلم أو لأنّ الآذان يرفع فيها أو لأنّ الأصل فيها الإسلام فكلّها أقوال علماء، ولكن يعاب عليه تجريم قول معتبر وتلبيسه طائفة ليتهجّم عليها وسط أتباعه.
5- السلفيون و"تجارة التوحيد": ظلّت مسألة التوحيد والدعوة إليها علما وعملا من المسائل التي يشهرها الكثير من المنسوبين للسلفية ضد مخالفيهم، فمن دخل غمار المعترك السياسي حذّروا منه وبدّعوه بدعوى عدم "اهتمامه بالتوحيد" ومن اهتم بالسلوك والتربية قالوا "دعوتك غير صحيحة لأنّك زهّدت في التوحيد" ومن دعا لمناصرة المسلمين المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها سلّوا عليه سيف "التوحيد" ، فبدل أن يكون "التوحيد" محفّزا لنشر القيم والثوابت ودافعا إلى نصرة الحق وأهله أصبح "تجارة" تسوّق لبعض "المغرّر" بهم لتثبيط المسلمين وتخذيلهم. لكن ومن فترة كسدة البضاعة "المزجاة" بعد أن ظهر جليّا أنّ من رموهم بالتزهيد عن التوحيد هم من قامت الدينا ضدّهم لأنّهم رفضوا الشرك والتنديد وعبادة الأضرحة والقبور وقاموا لها محطّمين ولأهلها بالتحذير من ممارسة طقوسهم داعين، إلى أن خرج علينا الشيخ فركوس بالأسطوانة المشروخة في التحامل على إخوانه واصفا إيّاهم بأنّهم "حركة تزهِّد في أسس دعوة الرسل القائمة على التوحيد والإتباع والعمل على تجسيدهما في أرض الواقع بالدعوة إلى تجريد التوحيد من الشركيات والضلالات" فسبحان الله من نصدّق؟ أما نراه أمام أعيننا ونسمع به بآذاننا أم ما تدّعي أنت ضدّهم؟ ولو تفضّل الشيخ وأعطانا حكما شرعيا لمن وصفهم بهذا الأمر الخطير!! ولو يتحدّث أكثر عن دعوة التوحيد ومن يزهّد عن بعض أجزائها حتّى قال أحدهم "إنّ هؤلاء غلو في توحيد الحاكمية غلو الروافض في علي" . فمن يزهّد عن التوحيد ومن أحق باللوم؟
6- جهاد الدفع أم جهاد الطلب!!: يقول الشيخ فركوس في محاضرته "الجهاد عند أتباع السلف ينضبط بشروط منها أن يكون من حيث مبدؤه مشروعا وموكولا إلى الإمام العام واجتهاده وتلزم الرعية طاعته فيما يراه من ذلك فضلا عن إعداد العدة المادية ونحو ذلك ممّا ينضبط به الجهاد في سبيل الله "فيا أهل العقول أرشدونا إلى ما بدر في تصوّراتكم وأنتم تسمعون هذا الكلام؟ إذا بدر إلى ذهنك جهاد المحتلين في فلسطين والعراق وأفغانستان ومالي وكشمير والقوقاز والصومال وغيرها من بلاد المسلمين المحتلّة فاعلم بأنّك "جاهل" وأنّ أراد فركوس عن عمد وترصّد أراد التغرير بك.. وهو يتحدّث بـ"عمومات" ليلبّس على الخلق حتّى إذا نوقش قال لم أرد ما ذهبتم إليه؟ فهذا الكلام هو مسألة توجد فقط في عقل فركوس ولا تقول بها أي جماعة جهادية اليوم ومفاد كلامه أنّ من أراد فتح بلاد جديدة وضمّها إلى الرقعة الإسلامية تلزمه هذه الشروط فهو يتحدّث عن فتح "جنوب إفريقيا" و"البرازيل " مثلا، وليس الدّفاع عن الأراضي المحتلة الذي يحاول جهذه إبعاد تسمية "الجهاد" عنه! ووصفه فقط بـ"دفع الصائل"، أمّا الدليل على كلامي هي كلمته الشهرية الأخيرة التي قرر فيها أنّ جهاد الدفع "لا يُشترط له شرطٌ، بل يُدفع بحسب الإمكان" فلا إذن ولي أمر ولا إعداد عدّة وهو فرض عين. وخص هذه الشروط بجهاد الطلب، فمن هي الجماعة التي سمع بها فركوس في هذا العصر تدعو إلى فتوحات جديدة بعيدا عن إذن "ولاة الأمور" ولكنّ فركوس أراد "التلاعب" بعقول من "يثق" فيه وفي توجهاته ولا حول ولا قوة إلا بالله.
هذا ما استطعت أن أورده من نقولات من محاضرته التي ناقض فيها نفسه في أكثر من مرّة ولم أناقشه علميا ولكن اكتفيت برد كلامه بتأصيلاته أو تأصيلات من يعتبرهم من علمائه ولعلّ أهل العلم الفحول في الجزائر يردّون عليه ردّا علميا يثلج الصدور ويشفي النفوس من شبهات الفركوس.
الحمد لله على إحسانه و الشكر له على توفيقه و امتنانه و الصلاة و السلام على الهادي إلى رضوانه و على آله وصحبه و إخوانه . أما بعد :
فقد أعجبني الرد العلمي لأحد الإخوة على التدليس المدسوس في آخر صرعات "الشيخ" المدعو فركوس على جمهوره في أحد الولايات وقد وقع منه ماوقع وسانقل لكم الرد بدون تصرف يقول :
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّد الأنبياء وأشرف المرسلين نبيّنا محمد وآله وصحبه الطيّبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد: فقد خلق الله الإنسان وحمّله من التكاليف الشرعية ما شقّ على السماوات والأرض تحمُّله وما ذلك إلا لخطورته وعظم شأنه "إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا" ومن أعظم تلك الأمانات التي استُحفظ عليها العبد على ضعف همّته وقلّة حيلته أمانة الرواية والدراية؛ فالأولى تحفظ بها النقولات من الكذب والتلاعب والتدليس أيّا كان مصدرها ومهما اختلفت نظرتنا إلى منبعها، والثانية يحفظ بها العلم من التحريف والتأويل والقول السقيم مهما في غيره مع صاحبه اتّفقنا.
ولا شك أنّ الناس يتفاوتون في تحمّل مسؤولية الحفاظ على هذه الأمانة بقدر اختلاف نصيبهم من العلم والفهم لهذا اشتدّ الوعيد والتهديد كلّما كان المكتوم من العلم أكثر وأهم "إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون؛ إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم" وما هذا الوعيد إلا لما في كتمان العلم من أخطار عظيمة على الأمّة.
ومن أولئك الذين قُدّموا للأمّة على أنّهم حملة لرايتها مدافعين عن دينها الشيخ محمد علي فركوس، رغم تواريه عن الأنظار وقلّة حديثه في خصوص ردّ عادية "الأشرار"، ولعل الهيبة والرغبة في الشيخ فركوس ما هي إلا نتاج لصمته وكما يقال "كل ممنوع مرغوب"، ولكن "لكل شي إذا ما تم نقصان" فقد فاجأ الشيخ فركوس الكثير ممن أحسن بهم الظن بمحاضرة ألقاها في ولاية "سيدي بلعبّاس" وسط جمع من مريديه حملت العديد من "التقوّلات" في حق إخوانه الدعاة، والكثير من "التحريفات" العلمية التي أطلقها في قوالب اختلفت بين "عمومات" و"تناقضات" فأخلّ بأمانة الرواية والدراية وما أعظمها من خلّة وأفدحها من زلّة.
ولست هنا لأناقش الشيخ مناقشة علمية قد يكون له فيها باع وسبق أكثر منّي بعديد أشواط، بل سأتطرّق إلى بعض ما جاء في المحاضرة من باب "مدارك منطقية" ليس بيني وبينه فيها فرق.
لن أتحدّث، أتوّقف للحديث عن كلام "الخشب" الذي تناول فيه شرف الانتساب لمذهب السلف وأسباب العدول عن تسمية "أهل السنّة والجماعة" إلى التسمّي بـ"السلفية" واحتكار أوصاف "الطائفة الناجية" و"الفرقة المنصورة" و"غربة الدين".. ولكن سأتطرّق لبعض النقاط التي طرحها وتهجّم بها على مخالفيه.
1- العلماء وحكم المشاركة في البرلمانات: معلوم عند صغار طلبة العلم أنّ العلماء اختلفوا في الكثير من مسائل "النوازل" ومنها "الدخول في المجالس النيابية" ما بين محلّل بضوابط ومحرّم لكثرة "المخالفات" . لكن الغريب أن يخرج علينا فركوس في محاضرته بنسبة من يدخل إلى البرلمان للبدعة ومخالفة المنهج السلفي رغم أنّ علماء كثرا يعتبرهم مرجعيات له، أفتوا بجواز الدخول في البرلمان منها قول ابن باز "لا حرج من الالتحاق بمجلس الشعب إذا كان المقصود من ذلك تأييد الحق وعدم الموافقة على الباطل"، وقول ابن عثيمين "أرى أن الانتخابات واجبة" وفتاوى اللجنة الدائمة أشهر من أن تذكر.
فهل الشيخ فركوس الذي هاجم "السلفية الجهادية" لأنّها بزعمه لا تحترم العلماء السلفيين الناصحين يحترم هؤلاء العلماء الذين نسبهم إلى "القاعدة الميكافيلية" .
طبعا من حقه أن يرجّح ما يراه أقرب إلى الحق أمّا أن يتهجّم على مخالفين فهذا أمر لم يراع فيه "آداب الخلاف" ولا "حقّ الأخوة" . فضلا عن ذلك: منذ متى أصبح دعاة "السلفية الجهادية" يرضون بالدّخول في البرلمانات؟
2- العذر بالجهل بين شرك القبور وشرك "الحاكمية والتشريع": الشيخ فركوس أحد أكثر المنتسبين إلى العلم والدعوة في الجزائر تحمّسا للقول بعدم اعتبار "الجهل" مانعا من تسمية من وقع في الشرك مشركا كافرا بل ألّف رسالة كاملا بعنوان "في ضوابط العذر بالجهل" لتوضيح ذلك ومما جاء فيها أنّ "الذي وقع في مَظهرٍ شِرْكِيٍّ ولم يعلم مناقضتَه للإسلام... فإنه يفرَّق بين قُبح المعصية وتسميةِ فاعلها بها، سواء قبل ورود الشرع وقيام الحُجَّة، أو بعد البيان وظهور الحجة الرِّسالية، وبين كون مرتكبها لا يستحقُّ العقوبةَ في الدارين؛ لأنَّ العقوبة والعذابَ متوقِّفان على بلاغ الرسالة، لقوله تعالى: "وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً" فالمتلبِّس بالشرك كالساجد لغير الله مِن وَلِيٍّ أو صاحبِ قبرٍ فهو مشركٌ مع الله غيرَه في العبادة، ولو نطق بالشهادتين وقت سجوده؛ لأنه أتى ما ينقض قولَه من سجود لغير الله، فمن حيث التسميةُ فهو مشرك بما حدث منه من معصية السجود لغير الله، لكنه قد يُعذر بجهله من جهة إنزال العقوبة التي لا تتمُّ في الدارين إلاَّ بعد البيان وإقامة الحُجَّة للإعذار إليه " فأوضح بأنّ الواقع في الشرك الأكبر يصير كافرا مشركا ولو كان جاهلا ولا يعني هذا أن يطبّق عليه حد الردّة أو أنّه مخلّد في النّار، إذ أنّ هذا موقوف على "البيان وبلوغ الحجّة" عكس الوصف بالشرك الذي لا يشترط فيه "علم" ...لكن الشيخ فركوس عند تناوله لمسألة الحاكم بغير ما أنزل الله أو ما سمّاه في نفس الرسالة "شركا في الربوبية" وفي غيرها "شرك تشريع وحاكمية" و"اعتداء على الله في الحكم" ناقض نفسه فنسب "مبدأ عدم العذر بالجهل في المسائل العقدية" إلى "السلفية الجهادية وهو خطأ رواية ودراية، فمن السلفية الجهادية من يعذر بالجهل حتّى في الشرك الأكبر سواء في العقوبة أو التسمية كأبو بصير الطرطوسي فكانت من الإخلال بالأمانة نسبة هذا القول إليهم بإطلاق ومن الإخلال بالرواية أيضا استعماله للفظة "المسائل العقدية" وليس يعرف عنهم قط هذا والشيخ مطالب بدليله عليهم أنّهم لا يعذرون بالجهل في كل المسائل العقدية كما يقول، لكن فيهم من لا يعذر بالجهل في الشرك الأكبر كأبي محمد المقدسي وهو نفسه قول الشيخ فركوس!! ومن الإخلال بالدراية كيل فركوس بمكيالين، فالمشرك في القبور كافر ولا عذر له ولا يصح تسميته بالمسلم ولو كان لا يفهم شيئا ولم يصل له قرآن ولا بلغه حديث، إذ اسم الشرك يثبت حسبه "قبل بلوغ الحجّة"، أمّا المشرك في "التشريع والتحليل والتحريم والطاعة" من الأنظمة والحكّام "معذور بجهله" وإلا فتكفيره يجرّ بلا ريب إلى "تكفير الرعية" وهو تصوّر لا يقول به عاقل فضلا عن منسوب إلى العلم، بل الاغرب من ذلك أنّ فركوس يؤكّد بأنّ العذر بالجهالة حتى في العقوبة لا يتناول "القادر على معرفة الحقِّ، لكنَّه مُفرِّطٌ في طلب العلم، ثمَّ أعرض عن ذلك تاركًا ما أوجب اللهُ عليه، وخاصة إذا وجد في دار الإسلام حيث مَظِنَّة العلم" فبأي حجّة عذرهم وما السبب الذي جعله يستثنيهم!! وإنّي لأحتار من مريديه الذي قد يكونون على إطلاع بكلامه أكثر منّي كيف لا يعارضونه في هذا الكلام وكيف لا يظهر لهم هذا التناقض الصارخ في الأحكام!!.
3- السلفيون واحترام العلماء: زعم الشيخ فركوس أنّ من حكم عليهم بمخالفة المنهج السلفي "تستصغر شأن علماء السنة السلفيين الناصحين ولا تنظر إليهم إلا بعين الاحتقار فتنتقص من قدرهم وتتجاسر عليهم وعلى ما يحملونه من علم نافع صحيح باللمز والغمز والطعن بألفاظ كاذبة وأوصاف خاطئة وبيانات مغرضة وتنعتهم تارة بمرجئة الفقهاء وتارة بجهالة فقه الواقع وتارة بالعملاء وأخرى بعلماء السلاطين أو البلاط أو أتباع بغلة السلطان" وهنا أظنّ أن لا أحد من المسلمين البتّة إلا وسيتوّقف مندهشا لهكذا كلام ليطرح تساؤلات وتساؤلات وهو ينظر لمن يوصفون بـ"السلفيين" الذي ما تركوا عالما أو داعية بل ولا عابدا يخالفهم الرأي إلا وسفّهوه وبدّعوه فهذا "سروري" و" قطبي" و"حزبي" و"سلفي الظاهر صوفي الباطن" و"إخواني محترق" والأصولي "علمه زبالة" و المشار إليه بالبنان "كلب عاو" فضلا عن محاسبة النّاس بمساوئهم وطرح كلّ حسناتهم فسمّي العالم ضالا مضلا لأنّه "أشعري" وسمّي العابد مشركا لأنّ في تنسكه نزعة تصوّف ومن يرفض طغيان الظالمين هو "داعية فتنة". حتى أصبحت حملات "التبديع" و"التسفيه" علما على السلفية التي تناصرها وتحذّر من التهجّم على دعاتها، فمن أحق باللوم ومن أحق بالتحذير أمريدوك الذين أصبحوا "كالذباب يراعي موضع العلل" أم من ترفض انتسابهم للسلفية لأنّهم وصفوا العلماء المقرّبين من الأنظمة بـ"أتباع بغلة السلطان"؟ فالواجب أن تبادر بلومهم لا لوم غيرهم وكما يقال "إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي النّاس بالحجارة".
4- دار الإسلام ودور الكفر: يعرف عن أغلب أئمة الدعوة النجدية الوهابية الذين يتّخذهم الشيخ أعلاما ومرجعيات يهتدي بهداهم ومصابيح نور يقتفي آثارهم، أنّهم يحكمون على الديار بأنّها ديار كفر أو ديار إسلام حسب "الأحكام الغالبة عليها" فإن غلبت عليها الأحكام المناقضة للإسلام فهي "دار كفر" وإن غلبت عليها أحكام الإسلام فهي "دار إسلام" تختلف ما بين "دار إسلام وعدل" و"دار إسلام ظالمة" ثّم جاء أعلام السلفية المعاصرون وأنزلوا ذلك على الدّول المحكّمة للقوانين فهذا محمد ابن إبراهيم آل الشيخ يسأل عن الدول المحكّمة للقوانين يجيب بكفرها واللجنة الدائمة برئاسة ابن باز" تقول "وكل بلاد أو ديار، لا يقيم حكامها وذوو السلطان فيها حدود الله، ولا يحكمون في الرعية بحكم الإسلام، ولا يقوى المسلم فيها على القيام بما وجب عليه من شعائر الإسلام؛ فهي دار كفر" وهذا صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية بالمملكة يقول أنّ "الدولة متى كان التحاكم فيها إلى الطاغوت ظاهراً فاشياً فالدولة دولة كفر، ومتى كان قليلاً خفياً أو كان قليلاً ظاهراً وينكر، فالأرض أرض إسلام، والدار دار إسلام، والدولة دولة إسلام"، ونقلي لكلامهم لا يجعله قولا فصلا في المسألة بل الخلاف فيه مشهور ولكل حجّته، لكن أن يأتي الشيخ فركوس لنسب هذا القول إلى جماعة بعينها وينفيه عمن يصفهم بـ"السلفيين" فهو بذلك بتبرؤ من هؤلاء ويخرجهم من السلفية فليست السلفية الجهادية مخالفة للسلفية الشيخ ومن يتّبع ولكن "أئمّة الدعوة النجدية" أولى بذلك! فهل يقبل فركوس بذلك؟ فلا أعيب على فركوس حكمه بإسلام الدور المحكمة للقوانين لأنّ غالب شعبها مسلم أو لأنّ الآذان يرفع فيها أو لأنّ الأصل فيها الإسلام فكلّها أقوال علماء، ولكن يعاب عليه تجريم قول معتبر وتلبيسه طائفة ليتهجّم عليها وسط أتباعه.
5- السلفيون و"تجارة التوحيد": ظلّت مسألة التوحيد والدعوة إليها علما وعملا من المسائل التي يشهرها الكثير من المنسوبين للسلفية ضد مخالفيهم، فمن دخل غمار المعترك السياسي حذّروا منه وبدّعوه بدعوى عدم "اهتمامه بالتوحيد" ومن اهتم بالسلوك والتربية قالوا "دعوتك غير صحيحة لأنّك زهّدت في التوحيد" ومن دعا لمناصرة المسلمين المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها سلّوا عليه سيف "التوحيد" ، فبدل أن يكون "التوحيد" محفّزا لنشر القيم والثوابت ودافعا إلى نصرة الحق وأهله أصبح "تجارة" تسوّق لبعض "المغرّر" بهم لتثبيط المسلمين وتخذيلهم. لكن ومن فترة كسدة البضاعة "المزجاة" بعد أن ظهر جليّا أنّ من رموهم بالتزهيد عن التوحيد هم من قامت الدينا ضدّهم لأنّهم رفضوا الشرك والتنديد وعبادة الأضرحة والقبور وقاموا لها محطّمين ولأهلها بالتحذير من ممارسة طقوسهم داعين، إلى أن خرج علينا الشيخ فركوس بالأسطوانة المشروخة في التحامل على إخوانه واصفا إيّاهم بأنّهم "حركة تزهِّد في أسس دعوة الرسل القائمة على التوحيد والإتباع والعمل على تجسيدهما في أرض الواقع بالدعوة إلى تجريد التوحيد من الشركيات والضلالات" فسبحان الله من نصدّق؟ أما نراه أمام أعيننا ونسمع به بآذاننا أم ما تدّعي أنت ضدّهم؟ ولو تفضّل الشيخ وأعطانا حكما شرعيا لمن وصفهم بهذا الأمر الخطير!! ولو يتحدّث أكثر عن دعوة التوحيد ومن يزهّد عن بعض أجزائها حتّى قال أحدهم "إنّ هؤلاء غلو في توحيد الحاكمية غلو الروافض في علي" . فمن يزهّد عن التوحيد ومن أحق باللوم؟
6- جهاد الدفع أم جهاد الطلب!!: يقول الشيخ فركوس في محاضرته "الجهاد عند أتباع السلف ينضبط بشروط منها أن يكون من حيث مبدؤه مشروعا وموكولا إلى الإمام العام واجتهاده وتلزم الرعية طاعته فيما يراه من ذلك فضلا عن إعداد العدة المادية ونحو ذلك ممّا ينضبط به الجهاد في سبيل الله "فيا أهل العقول أرشدونا إلى ما بدر في تصوّراتكم وأنتم تسمعون هذا الكلام؟ إذا بدر إلى ذهنك جهاد المحتلين في فلسطين والعراق وأفغانستان ومالي وكشمير والقوقاز والصومال وغيرها من بلاد المسلمين المحتلّة فاعلم بأنّك "جاهل" وأنّ أراد فركوس عن عمد وترصّد أراد التغرير بك.. وهو يتحدّث بـ"عمومات" ليلبّس على الخلق حتّى إذا نوقش قال لم أرد ما ذهبتم إليه؟ فهذا الكلام هو مسألة توجد فقط في عقل فركوس ولا تقول بها أي جماعة جهادية اليوم ومفاد كلامه أنّ من أراد فتح بلاد جديدة وضمّها إلى الرقعة الإسلامية تلزمه هذه الشروط فهو يتحدّث عن فتح "جنوب إفريقيا" و"البرازيل " مثلا، وليس الدّفاع عن الأراضي المحتلة الذي يحاول جهذه إبعاد تسمية "الجهاد" عنه! ووصفه فقط بـ"دفع الصائل"، أمّا الدليل على كلامي هي كلمته الشهرية الأخيرة التي قرر فيها أنّ جهاد الدفع "لا يُشترط له شرطٌ، بل يُدفع بحسب الإمكان" فلا إذن ولي أمر ولا إعداد عدّة وهو فرض عين. وخص هذه الشروط بجهاد الطلب، فمن هي الجماعة التي سمع بها فركوس في هذا العصر تدعو إلى فتوحات جديدة بعيدا عن إذن "ولاة الأمور" ولكنّ فركوس أراد "التلاعب" بعقول من "يثق" فيه وفي توجهاته ولا حول ولا قوة إلا بالله.
هذا ما استطعت أن أورده من نقولات من محاضرته التي ناقض فيها نفسه في أكثر من مرّة ولم أناقشه علميا ولكن اكتفيت برد كلامه بتأصيلاته أو تأصيلات من يعتبرهم من علمائه ولعلّ أهل العلم الفحول في الجزائر يردّون عليه ردّا علميا يثلج الصدور ويشفي النفوس من شبهات الفركوس.
0 التعليقات
إرسال تعليق