| 1 التعليقات ]

سلامي على النصرة

المجاهد - أبو هاجر الحضرمي

 
http://www.khaled-alrashed.net/upload/55498498498444.jpg


الحجمحفظ
5.65 MB

تابع القراءة

| 1 التعليقات ]

بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله وبعد :
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد :
السلام عليكم ورحمة الله
فهذه ترجمة بسيطة للعلامة الشيخ أحمد الحازمي حفظه الله .






هو الشيخ أحمد بن عمر بن مساعد الحازمي من مكة المكرمة شهد له بعض أهل العلم بالرسوخ في العلم وهو من الشيوخ الممتازين أصحاب المنهج السليم درس على يد الشيخ العالم الجليل محمد علي آدم الأثيوبي عشرين سنة بدار الحديث بمكة المكرمة
• متزوج، ولم يرزق بأبناء، رزقه الله الذرية الصالحة

[طلبه للعلم]
• أتم شهادة البكالوريوس من جامعة أم القرى تخصص كتاب وسنة
• بعد أن تخرج من جامعة أم القرى، لم يشغل أي وظيفة حكومية أو خاصة أبدا، إلا في الفترة الأخيرة عندما أصبح إماما وخطيبا لمسجده الكائن في الزاهر
• درس على كثير من العلماء:
- من أكثرهم الشيخ محمد الخضر الشنقيطي وكان يدرس عليه ألفية ابن مالك في اليوم درسان، بعد الفجر وبعد العشاء
-كذلك الشيخ سيدي الحبيب الشنقيطي في الأصول وغيرهم كثير لكن جلهم غير سعوديين
- والشيخ محمد علي آدم
- والشيخ محمد أمين الهرري، ومن عجيب حاله أنه درس متن الآجرومية على الشيخ محمد أمين الهرري أكثر من مره، وهذا بعد ضبطه الألفية، ولكنه كان حريصا على درس الشيخ كثيرا، وكان درسه بعد الفجر.
- كذلك درس علم المنطق، على أحد أعلام هذا الفن، والشيخ لا يرغب في ذكر اسم الشيخ لأنه لم يكن على منهج السلف في العقيدة، والشيخ يمنع أن يدرس طالب العلم غير المؤصل تأصيلا علميا قويا في العقيدة لدى من كان منهجه على غير منهج أهل السنة والجماعة، وكان يدرس معه في المسجد الحرام تحت الدرج الكائن جهة باب العمرة
- ودرس كذلك على الشيخ محمد عثمان، علم الصرف وهو الذي كان يدرس علم الصرف في دار الحديث وهو من أعلام هذا العلم.
- وكذلك درس على الشيخ يحي صاحب المجلس المعروف بالحرم المكي العقيدة
- وعلى الشيخ وصي الله عباس بالحرم كذلك مصطلح الحديث
- وعلى الشيخ العجلان بالحرم المكي،
- وعلى الشيخ أحمد بن حميد
- وعلى الشيخ عبدالكريم الخضير أول ما بدأ التدريس في مسجد شيخ الأرض
- وكان يسمع شروحات الشيخ ابن عثيمين كثيرا ويُوصي بالاستماع إليها، ويقول إن الإستماع للأشرطة من الأمور اللي يقصر فيها كثير من طلبة العلم وفيها خير كثير.
• وكان - حفظه الله - حافظا للقرآن الكريم، ويحفظ حوالي عشر ألفيات في شتى الفنون، ويحفظ جل المتون العلمية التي بين يدينا، فمما يحفظ:
1 - ألفية ابن مالك في النحو والصرف.
2 - مراقي السعود في أصول الفقه.
3 - الكوكب الساطع في أصول الفقه.
4 - عقود الجمان في البلاغة.
5 - نظم الشافية للنيساري في الصرف.
6 - ألفية السيوطي في مصطلح الحديث (يذكر منها بكثرة أثناء شرحه في الأصول المواضيع التي تخص المصطلح).
7 - ألفية السيوطي في النحو (ففي شرح ألفية ابن مالك يذكر كثيراً من أبياتها وبمواضع مختلفة من الألفية (أي ألفية السيوطي)).
8 - متن مختصر التحرير (يستشهد به في شروحاته لأصول الفقه، ويذكره "نص حرفي")
• له شروحات على كثير من المتون العلمية، منها: السلم المنورق في المنطق ونظم الورقات للعمريطي والأصول الثلاثة وكشف الشبهات ونظم قواعد الإعراب وملحة الإعراب ونظم عبيد ربه والدرة اليتيمة وزاد المستقنع ومتن البناء للزنجاني والقواعد الأربع وألفية ابن مالك ونظم الزمزمي في التفسير وقواعد الأصول ومعاقد الفصول

[قالوا عنه]
• قال الشيخ محمد بن الخضر الشنقيطي: هذا العلامة أحمد الحازمي، لازمني أكثر من سنتين، وقد أخذ كل علم الشناقطة وفاقنا في علم المنطق، حتى أننا أنا رغبنا أن يدرسنا المنطق، فامتنع
• قصة ذكرها الشيخ محمد الخضر في معرض الحديث عن الشيخ أحمد الحازمي، فقال:
ومن عجيب مواقف ابني أحمد أنه كان عندي مبلغ في البنك -وكان الشيخ محمد الخضر - رحمه الله- مقعد -، فطلبت من أحمد أن يدخل للبنك لسحب المبلغ من الصراف، فيقول الشيخ ولما نزل أحمد وقف عند بوابة البنك ولم يدخل، فعلمت أن في نفسه شيء فناديته، فقال لي ياشيخنا والله لا ارغب في دخول البنك لأنه ربوي، فسبحان الله العظيم

[من منهجه في الطلب]
• طلب العلم على طريقة إفراد العلوم وهي التفرد لكل علم حتى ينتهي منه ثم ينتقل إلى غيره , وذكر أنه كان يأخذ كل يوم درسين من الألفية , درس في الصباح وآخر في المساء , مع التفرغ لها حتى انتهت، وكان يقول: إذا كان طالب العلم متفرغا للعلم، فأفضل له أن يفرد كل فنا بشكل مستقل في المرحلة المتوسطة والمتقدمة، بعد أن يدرس ما يجب عليه دراسته وجوبا عينيا
• يقول بعض ملازميه: وكان لا يدرس في رمضان أبدا، ويقول رمضان للقرآن الكريم، ولكن شرفني الله بعد كثرة إلحاح عليه أن سمح لي بدرس في زاد المستقنع بعد صلاة التراويح، ولم يسمح لي بدروس علم الآلة في رمضان
وكان - حفظه الله- حريصا على طالب العلم أن يحفظ، وكان شديدا معي في ذلك، فكان يلزمني بحفظ متن زاد المستقنع، فكان يقول: إذا سمّعت شرحت، فكان يشرح من المتن قدر ما أسمع له
• كان الشيخ يقول لا تستعجل في الطلب، بل ركز وكرر، لأن غايتك في الطلب ليس التصدر وإنما التعبد لله برفع الجهل عن نفسك، ثم رفعه عن الآخرين، والمستعجل لابد وأن تكون نيته دخيلة لأنه يرغب الظهور والتصدر، وسيفوت الاثنين فلا التأصيل حصل ولا التصدر نال
ولكن الطالب الحق من يمشي على طريق الآكابر في الطلب وذلك عبر منهجية مرسومة في الذهن مخطوطة باليد واضحة المعالم.

[من أخلاقه]
• كان يمتنع دائما عن ترجمة نفسه، وكان دائما يقول أنه فوت الكثير وكان يقلل من شأنه كثيرا، ولا يحب كثرة الإشادة به، وهذا من تواضعه - حفظه الله-.
وكان يقول والله إنَا مقصرون ما خدمنا العلم، ولا الدعوة، والناس في حاجة ماسة لطلبة العلم.
• والشيخ تحس أن له قلبًا طيبًا، ففي سماعك لعدد من الأشرطة تجد له بكاءً، فكان - حفظه الله - صاحب قلب، وتدمع عينه كثيرا
• من جميل تواضعه أنه بعد أن يُكْمِلَ الدرس يقوم ويُسلِّم على طلابه ويُصافحهم مع الابتسامة لهم فرداً فرداً
• كان - حفظه الله- حريصا على الدعوة بأشكال متعدده، فكان يتحاور مع كثير من المخالفين ويفتح بيته لمناقشتهم، ولله الحمد كتب الله هداية كثيرا منهم على يديه

موقعه على الإنترنت: http://www.alhazme.net
( الترجمة ملتقطة من عدة مشاركات بملتقى أهل الحديث) 
  1. شرح كتاب التوحيد للحازمي
  2. الشرح المختصر لنظم الورقات
  3. شرح القواعد الأربع للحازمي
  4. الشرح الميسر لقواعد الأصول ومعاقد الفصول
  5. الشرح المختصر للسلم المنورق
  6. فتح رب البرية في شرح نظم الآجرومية
  7. شرح القواعد والأصول الجامعة
  8. شرح مائة المعاني والبيان
  9. شرح سلم الوصول في علم الأصول
  10. شرح قواعد الأصول ومعاقد الفصول
  11. شرح الأصول الثلاثة المختصر
  12. الشرح المختصر على نظم الآجرومية
  13. شرح القويسني على السلم المنورق للأخضري
  14. شرح نظم الورقات
  15. شرح نظم المقصود
  16. شرح الدرة اليتيمة
  17. شرح مسائل الجاهلية للحازمي
  18. شرح لمعة الاعتقاد للحازمي
  19. شرح الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون
  20. شرح متن البناء
  21. شرح كشف الشبهات للحازمي
  22. الشرح المختصر على نظم المقصود
  23. الشرح الميسر لزاد المستقنع - كتاب الطهارة للحازمي
  24. شرح المطلع على متن إيساغوجي
  25. شرح الرحبية للحازمي
  26. شرح منظومة التفسير
  27. شرح الأصول الثلاثة للحازمي
  28. شرح نظم قواعد الإعراب
  29. شرح مختصر التحرير للفتوحي
  30. شرح ألفية ابن مالك للحازمي
  31. الشرح الميسر للقواعد الأربع
  32. شرح العقيدة الواسطية للحازمي


بار الله في سعي الشيخ و جعل عمله في ميزان حسناته  .









تابع القراءة

| 0 التعليقات ]

 الحمد لله على إحسانه و الشكر له على توفيقه وامتنانه
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشانه
و أشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه
 صلى الله عليه وعلى آله وصحبه و إخوانه


 أما بعد :
أحييكم بتحية الإسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
 أيها القارئ العزيز :
أسوق لك اليوم مقالة جميلة قد تزيل بعض التشويش جراء الأحداث الأخيرة في مصر .
لكن قبل ذالك دعني أقدم بهذه المقدمة البسيطة :
- نظرا لما حصل من المغالطات في الأحداث الأخيرة التي عزل فيها "رئيس مصر محمد مرسي" 
والتي أحدثت جرائها كثير من التساؤلات و كثير من الغبش خاصة لما سمعنا عنه 
من مساندة بعض السلفيين "هداهم الله " لهذا الإنقلاب الذي جاء تبعا لأهواء العلمانيين واللبراليين .
وهذا هو الشيء الذي كان آخر أمر يخطر ببال المسلمين ! .
- أنا أكتب هذه الكلمات ولا أعلم مالذي دهى أولائك النفر في مساندة أهل الباطل و العمانيين و المنافقين ولا أدري مالمقصد من وراء مايقومون به , لقد أصابني الذهول لما أراه اليوم من حال المسلمين ,انا اليوم لا أقف مساندا للحكم السابق ولا مدافعا عن طريقته وقناعاته  ولكن شأني من هذا كما قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ... الآية }  المائدة (8) فكان من إحقاق الحق ان نقول للمسيئ أسأت ونقول للمحسن أحسنت , و على مافي حكم مرسي من طامات و دواهي  إلا انه أقرب إلى الحق من هؤلاء العسكر 
الذين يعرف عمالتهم القاصي و الداني و لا يماري فيها اثنان , و مناصرة من هو اقرب إلى الحق واجب شرعي حتى ولو كان من تناصره كافرا كفرا أصليا ولكنه أقرب إلى الحق و الدليل على هذا قوله تعالى 
الم(1)غُلِبَتِ الرُّومُ(2)فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ(3)فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ(4)بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ(5) مطلع سورة الروم
قال ابن كثير رحمه الله [عن ابن عباس ، رضي الله عنهما ، في قوله تعالى : ( الم غلبت الروم في أدنى الأرض ) قال : غلبت وغلبت . قال : كان المشركون يحبون أن تظهر فارس على الروم ; لأنهم أصحاب أوثان ، وكان المسلمون يحبون أن تظهر الروم على فارس ; لأنهم أهل كتاب ..](مقتطف من كتابه تفسير القرءان العظيم . رحمه الله -يمكن الرجوع إلى كتابه بالنقر على الرابط أعلاه أو من هنا  )
فاللرب عز وجل سماه نصرا وسيكون فرحا للمؤمنين ! فالمؤمنون فرحوا فرحا سيذكر إلى يوم القيامة بإنتصار 
الكفار اصحاب الكتاب على المشركين عباد الأوثان وهذا دليل صريح على مشروعية مناصرة من هو أقرب إلى الحق , وليس المناصرة هي الإقرار على مايعتقده الفريق الذي تناصره هذا لم يقل به أحد من العالمين .
بل المناصرة هنا هي نوع من الميل إلى من هو أقرب إلى الحق بغض النظر عن الطريقة او المسلك او الاعتقاد , و لأن منهج الموقع و القائمين عليه يرفضون كل طرق الإخوان المنحرفة ولا نرضى بتحكيم شرع الله بدلا , - وموقفنا منهم مدون هنا لمن يريد الإطلاع عليه -
- المهم لا أريد الإطالة لكني رأيت التقديم بهذه المقدمة شيء لابد منه حتى لا يساء فهمنا .
و الله أعلم و هو الهادي إلى سواء السبيل .

[سأترككم مع هذه المقالة للأخ علوي "المشرف على موقع الدرر السنية " 
فقد أجاد فعلا و أصاب .]
كتبه أبو معاذ .
  





إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد محمدًا عبده ورسوله.

أمَّا بعد:

فإنَّ المنهج السَّلفيَّ هو منهج أهل السُّنة والجماعة، والذي هو في حقيقته يمثِّل الإسلام المحض، فكلُّ مَن اعتنقه فهو سلفيٌّ، وهو ليس حِكرًا على حزب، أو جماعة بعينها، فكلُّ مَن اتَّبعه وانتهجه وانتسب إليه فله نصيبٌ من هذا بقدْر اتباعه لقواعده وأصوله، وبقدْر قُربه وبُعده، وإصابته وخَطئه، ومِن القواعد الأساسيَّة لهذا المنهج: (أنَّ كلَّ أحد يُؤخذ من قوله ويرد إلَّا النبيَّ المعصوم صلَّى الله عليه وسلَّم)، وعلى هذا سار عملُ العلماء والأئمَّة في كلِّ وعصر ومِصر؛ قال ابن القيِّم رحمه الله - بعدما اعترض على رأي لشيخ الإسلام الهرويِّ -: (شيخُ الإسلام حبيبٌ إلينا، والحقُّ أحبُّ إلينا منه، وكلُّ مَن عدا المعصوم صلَّى الله عليه وسلَّم فمأخوذٌ من قوله ومتروك،....) ثم قال: (ولولا أنَّ حقَّ الحقِّ أوجب من حقِّ الخَلق، لكان في الإمساك فُسحةٌ ومتَّسع) ((مدارج السالكين)).

وهذه المقالة هي من هذا الباب؛ فلولا أنَّ حقَّ الحقِّ أوجب من حقِّ الخلق، لكان في الإمساك فسحةٌ ومتَّسع، لكن - وبعد تجاوزات تلوَ تجاوزات من بعض المنتسبين للمنهج السلفيِّ - ما بات السُّكوت يسع بلْ ما بات يجوز، وتخطئة حزب أو جماعة، أو عالم أو شيخ أو داعية، لا يَعني اتِّهامه في دينه أو غير ذلك، وفرْقٌ بين المتأوِّل وغيره، ولا يلزم من حُسن الظنِّ السُّكوتُ عن الخطأ؛ وخطأ العالم أو المنتسب للمنهج السلفيِّ أعظمُ من غيره؛ لما فيه من تضليل العامَّة، وإساءة ظنِّهم بالمنهج، كما أنَّ خطأ الواحد منهم لا يصحُّ (بل لا يجوز) أن يُنسب لكلِّ مَن يَنتسب للمنهج، فضلًا عن أن يُنسب للمنهج نفسه!

ومن قواعد المنهج السلفيِّ البدهيَّة: أنَّ الرُّجوع إلى الحقِّ واجب، والاستمرار على الخطأ بعد وضوحه وظهوره أعظمُ خطأً وخطيئةً من الخطأ الأوَّل، وعُذره أصعبُ!

ومِن أمثلة مَن وقع في الخطأ حزب النور السَّلفي التابع لجماعة الدَّعوة السلفيَّة بالإسكندرية في مصر، منذ دخول الحزب في اللُّعبة السِّياسيَّة وتأييده لليبروإسلامي عبدالمنعم أبو الفتوح، وانتهاءً بمساهمته في وضع خارطة مستقبل مصر والإطاحة بالرَّئيس الشرعي المنتخَب محمَّد مرسي، وأمور أخرى بينهما كثيرة.

وقد استمعتُ قبل يومين كلمةً للشيخ ياسر برهامي - أحد أكبر زعماء الدَّعوة السلفيَّة مظلَّة حزب النور - يُبرِّر فيها موقف الحزب، والذي شارك ممثِّل منه (جلال مرة - أمين الحزب) مع شيخ اﻷزهر، وبابا اﻷقباط، والبرادعي، وذلك تحت إشراف القائد العامِّ للقوات المسلَّحة الفريق أوَّل عبدالفتاح السِّيسي، ولقد هالني ما سمعتُه من الشَّيخ ياسر في كلمته المشار إليها من تبريرات واهية، وأسباب غير مقنِعة، تجاهل فيها أنَّ مِثل هذا التصرُّف يُزعزع رابطتَه بالمنهج السلفيِّ، ويَقلعها من جذورها!

وسوف أُجمل ما ذكره الشَّيخ في تِسع نقاط، وأُبيِّن خطورتها ومزالقها:

أولًا: برَّر الشيخُ فِعلَهم هذا أنَّه جاء حقنًا لدماء المسلمين، وردَّده كثيرًا، واستشهد بأحاديثَ عن حُرمة دم المسلم، وحمَّل جميع اﻷحزاب السِّياسيَّة والجماعات اﻹسلاميَّة المؤيِّدة للرئيس كلَّ قطرة دم تسقُط؛ بسبب عدم قَبولهم وخضوعهم ﻹرادة الشَّعب الذي نزل معارضًا للرئيس.

وقد نسي الشيخُ - أو تناسى- الدِّماء التي ستُسفك بسبب الانقلاب العسكريِّ الذي شارك فيه الحزبُ، والتي بدأنا نسمع عنها من اليوم الأوَّل الذي وقع فيه الانقلاب؛ فهل سيتحمَّل حزب النور كلَّ قطرة دم تسقط بسبب مشاركتهم الظالمة في هذا الانقلاب؟! وماذا لو سبَّب هذا اﻻنقلابُ - ﻻ قدَّر الله - المئات أو اﻵلافَ من القتْلى، أو حربًا أهليَّة طويلة المدى؟ أﻻ يتحمَّل الحزبُ وِزرَه؟!

ثانيًا: ذكر الشيخ أنَّ العسكر قد تعهَّد لهم بعدم مسِّ الشريعة.

وغريبٌ أن يصدُر هذا من زعيم لتيَّار سلفي عريض في مصر، وقد تناقض الشيخُ في كلمته هذه القصيرة؛ حيث ذكر هنا أنَّ الجيش تعهَّد بعدم مسِّ الشريعة، وبعدها بدقائق ذكَر وهو يعدِّد فائدة وجودهم في اﻻجتماع: أنَّهم أقنعوا الحضور بتعطيل الدستور مؤقَّتًا بدلًا من إلغائه كليَّةً، وهذا يعني أنَّ هذا الجيش الذي تعهَّد بعدم مسِّ الشريعة أراد أن ينقُض الدستور الذي فيه رائحةُ الشَّريعة! بل نقضَه وعطَّله مؤقتًا، وبهذا يكون قد مسَّ الشريعة قبل أن ينفضَّ الاجتماع. ثم إنَّ المجلس العسكريَّ حَكم مصر قرابة عام ونِصف؛ هل حَكم فيها بالشَّريعة؟! وإبرازه لبابا الأقباط والبرادعي المصرِّحينِ برفض الشَّريعة، قرينةٌ واضحة على موقفهم من تطبيق الشَّريعة، ثمَّ ألا يعلم الشيخ أنَّ المؤسَّسة العسكرية المصريَّة مؤسسة قديمة لها مشروعها المتناغم مع الغرب ولها كثيرٌ من المصالح في داخل البلاد وخارجها والتي ستصطدم حتمًا مع أي مشروع آخر يدعو إلى تغيير الحال في مصر إن تمكن من ذلك؟! فكيف يُـوثَق بمن هذا حاله؟! وهل سيترك الجيش مشروعهم القديم المتجذر في المؤسسة لينفِّذوا رغبة الشعب حال خروجهم في الميادين، أم أنه سيستغل الشعب وبعض التيارات الوطنيَّة والإسلامية لتحقيق أهدافه؟!

ثالثًا: ثم تحدَّث الشيخ عن نزول ملايين المعارضين، وذكَر أنَّهم ليسوا كلُّهم فلولًا وﻻ علمانيِّين، وأنَّه كان ﻻ بدَّ من النُّزول على رغبة هذه الجماهير، وإلَّا سُفكت دماء ... إلخ.

وهذا الكلام فيه صواب، وفيه مغالطة

 فأمَّا الصَّواب: فنعَمْ خرجت أعدادٌ كبيرة من المصريِّين تطالب بإسقاط الرِّئاسة، ونعم ليسوا كلُّهم فلولًا ولا علمانيِّين

وأمَّا المغالطة هنا - والتي أهملها الشيخ تمامًا - فهي: مَن الذي أخرج هذه الجماهير؟ ومَن الذي جيَّش لها، وأنفق عليها ملايين الجنيهات منذ أشهر، بل وتوعَّد بها؟ وماذا عن الجماهير اﻷُخرى المضادَّة لهم والمؤيِّدة لشرعيَّة الرَّئيس؛ أليست أكثرَ بشهادة كلِّ مبصِر، وخاصَّة في اليوم التالي؟! بل لو أنَّ قائلًا قال: إنَّ الانقلاب العسكريَّ قد يكون هو السببَ الأقوى والمباشر في سفك الدِّماء؛ لأنَّ الملايين المحتشدة المؤيِّدة لمرسي قبل الانقلاب لا يمكن أن ترضَى بالانقلاب، وسيقاومونه كثيرًا - لَمَا جانب هذا القائل الصَّواب، بل الواقع التالي للانقلاب شاهدٌ لصحَّته.

رابعًا: ذكر الشَّيخ أنَّهم سَعَوا في إقناعهم بتعطيل الدستور مؤقَّتًا بدﻻً من إلغائه، وأنَّ هذه إحدى مناقب المشاركة في وضْع خارطة المستقبل.

وقد ذكرتُ التناقض بين هذا وبين تعهُّد العسكر بعدم مسِّ الشريعة، وأضيف هنا: أنَّه ليس هناك فرقٌ ألبتةَ بين تعطيل الدُّستور مؤقَّتًا وبين إلغائه؛ ﻷنَّ القوم لو أرادوا تطبيق الدستور لما عطَّلوه مؤقَّتًا، لكنَّهم وافقوا على تعطيله مؤقَّتًا لامتصاصِ غضبة الجماهير، وبعد اﻻنتخابات سيأتي رئيسٌ جديد، وحكومة جديدة، ودستور جديد.

خامسًا: استشهد الشيخ بحادثة مقتل عثمان رضي الله عنه، وأنَّه منَع الصَّحابة من الدِّفاع عنه؛ خشيةَ إراقة الدِّماء، وأنَّه كان يجب على الرئيس مرسي فِعل ذلك.

وهذا استشهاد مع الفارق، بل الفوارق، وخشية اﻹطالة أكتفي بفارق جوهريٍّ واحد، وهو: أنَّ عثمان رضي الله عنه رضِيَ أن يُقتل؛ حتى ﻻ يَقتتل المسلمون بسببه ﻻ بسبب الدِّين، فهو على يقين أنَّ حُكم الشَّرع في زمنه ليس متوقِّفًا على حياته، وأنه إذا قُتل لن يأتي كافر أو زِنديق يحكُم المسلمين وفيهم أكابرُ الصَّحابة، وفي مُقدِّمتهم عليٌّ رضي الله عنه، أمَّا في حادثة مصر هذه، فاﻷمر مختلف تمامًا؛ فعزْلُ مرسي الآن يعني إقصاءَ الحُكم اﻹسلاميِّ في هذه المرحلة، نعَمْ لو كان الخلاف بين مجموعة من الإسلاميِّين الذين يرغبون في تطبيق الشَّرع، وكان الحُكم بينهم لا يخرج عنهم، لصحَّ اﻻستشهاد، ولقلنا: ﻻ يجوز أن تُسفك الدِّماء بسبب فلان أو فلان، لكن ما أحوجَنا إلى دقَّة الفقه والاستنباط، وخاصَّة عندما تدلهِمُّ الخطوب، وتُثار الفتن!

ثم إنَّ هذا استشهاد غير موفَّق وفي غير محلِّه، بل الصَّواب أنَّه يُستشهد بفِعل عثمان رضي الله عنه على صِحَّة ما فعَلَه الرئيس، لا على خِلافه كما زعم الشَّيخ؛ فمُحمَّد مرسي سلَك مسلك الخليفة الراشد عثمان بن عفَّان رضي الله عنه في رفْضِه التنازُل عن الحُكم، ولو أدَّى هذا إلى سَجنه أو حتَّى قتْله، وحزب النُّور أقربُ في موقفه هذا إلى موقف قتَلَة عثمانَ رضي الله عنه.

سادسًا: تحدَّث الشيخ عن أنَّهم عرَضوا على الرِّئاسة حكومة ائتلاف تُرضي الجميع، فرفضتْ الرِّئاسة ذلك.

ومعنى حكومة ائتلاف (وهو مطلب غربيٌّ كما في سوريا اﻵن) أن تتشكَّل الحكومة من جميع أطياف المجتمع: اﻹخوان، والسلفيِّين، والليبراليِّين، والعلمانيِّين، واﻷقباط، والمستقلِّين، ومن اﻷحزاب اﻷخرى اليَساريَّة وغيرها؛ فكيف يصدُر هذا من زعيم وقائد أكبر حِزب أو جماعة سلفيَّة في مصر، مع تنافي هذا الأمر مع ثوابت المنهج السَّلفيِّ مِن أنَّه لا يجوز تولية الكافر على المؤمن ولايةً عامَّة؟! فإنْ كان ذلك من باب أخفِّ الضَّررين؛ فهل هذا أخفُّ ضررًا أم بقاء الرئيس محمَّد مرسي على ما في فترة حُكمه من أخطاء أو مؤاخذات؟!

سابعًا: تحدَّث الشَّيخ عن استمساكهم بالشَّريعة، وقال: لم نتنازل عن الشَّريعة.

وﻻ أدري عن أيِّ شريعة يتحدَّث؟! فإذا كان الدُّستور الذي ينصُّ على تطبيق الشريعة - على ما فيه من مخالفات جِسام - قد عُطِّل العمل به بموافقتهم! وإذا كان الرئيس الجديد الذي توافقوا عليه مجهولًا لا يُعرف حاله،  وإذا كانت خُطَّة المستقبل وضعها خائنٌ، وعلمانيٌّ، ونصرانيٌّ؛ فعن أيِّ شريعة يتحدَّث الشَّيخ؟! لكن من باب حُسن الظن الواجب نقول: لعلَّه يعني لم يتنازلوا عن الشَّريعة نظريًّا واعتقادًا؛ ﻷنَّ هذا الفِعل كفر ورِدَّة، أمَّا عمليًّا وتطبيقًا، فلا شكَّ أنَّهم - بفعلهم هذا ومشاركتهم هذه - أسْهموا في تقويض محاولة تطبيق الشَّريعة.

ثامنًا: تحدَّث الشيخ عن المصالح والمفاسد، وأنَّ ما فعلوه كان لتقليل المفاسد والشُّرور.

ومبدأ تقليل المفاسد والشُّرور مبدأ إسلاميٌّ أصيل، لا نختلف عليه، لكنْ أيُّ مصلحة في خَلْع رئيس مسلِم تمَّتْ بيعته من قِبل المصريِّين، والبديل علمانيٌّ أو ليبراليٌّ؟! وأيُّ مصلحة في وَأْد التَّجرِبة الإسلاميَّة السياسيَّة؟! وأيُّ مصلحة في تعطيل أفضل دُستور مرَّ على مصر في الزَّمن الحاضر؟!

تاسعًا: ثمَّ ذكر أنَّهم اتُّهموا بموالاة أعداء الله، ونفَى عن نفسه وحزبه هذه التُّهمة.

ورغم أنَّ الواجب حسن الظنِّ بهم، إلَّا أنَّ اﻻجتماع مع أعداء الله من النَّصارى والعلمانيِّين، ووضْع خُطَّة - أو على اﻷقلِّ الموافقة على خُطة - تنصُّ على عزل رئيس مسلِم بُويع من قِبل الشَّعب، مقابلَ الإتيان برئيس أحسن أحواله أنَّه مجهولٌ وغامض، ومعيَّن من قِبل العسكر، لا يمكن أن يُفسَّر إلَّا أنَّه مواﻻة، بل قد يكون فيه نوعُ مُظاهرة ﻷعداء الله على المؤمنين، وفي المظاهَرة معنى النُّصرة، وهي أعظمُ من المواﻻة، ولكنَّنا نتأوَّل لهم، غفَر الله لنا ولهم.

وقد كان بإمكان حِزب النُّور اعتزالُ هذا اﻷمر إنْ كان اشتبه عليهم، ولم يعرفوا فيه الحقَّ من الباطل، كما فعل بعض اﻹسلاميِّين وبعض طلبة العلم السلفيِّين.

ولا أدري كيف غابت المعاني القرآنية عن الشَّيخ وزعماء الحزب، وأعداء الله تعالى هم هم؛ {يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ} [آل عمران: 167] فـ {كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ} [التوبة: 8]، وينفقون أموالهم، ويتَّخذون كلَّ وسيلة، ويمكرون كلَّ مكرٍ وحيلة؛ لأنَّهم {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ} [الصف: 8]؟! ولكن الله تعالى لهم بالمرصاد، وهو سبحانه {مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف: 8].

وكيف غاب عنهم ما استقرَّ من منهج أهل السُّنة والجماعة من عدم جواز الخُروج على الحاكِم المسلم الذي لم يُرَ منه كفرٌ بواح؟! وهو مَن رضي به المسلمون، واستتبَّ له الأمر، سواء بالتغلُّب أو الانتخاب أو التَّعيين.

لكن قد يغترُّ إنسانٌ بقوَّته أو ماله، وتغترُّ جماعة بكثرة أتباعها، ويغترُّ حزب بفوزه في انتخابات، فيُنسي هذا الاغترارُ مثلَ تلك المعاني الربَّانيَّة، والأصول المستقرَّة.

وممَّا يوجب على المرء الكتابة في هذا الموضوع ما لاكتْه بعضُ الألسن، ودنَّست به الأوراقَ أحبارُ بعض الأقلام باتِّهام المنهج السَّلفي والتيَّارات السلفيَّة في مصر الحبيبة بما أقدم عليه حزبُ النور، مع العِلم أنَّه مجرَّد حزبٍ سلفيٍّ من أحزاب سلفيَّة أخرى، صحيح أنَّه أكبر الأحزاب السَّلفيَّة في مصر، لكن بمجموع الأحزاب والجماعات والأفراد السلفيِّين في مصر ليس هو أكثرَها، فالمنهج السلفيُّ في مصر تيَّار جارف، والحمد لله، وأتباعه كثيرون، ولا يُمكن لحزب أن يحتكرَه لنفسه؛ فمِن الهيئات والجماعات والأحزاب السَّلفية في مصر، والتي لا تؤيِّد حزب النور في سعيه للانقلاب العسكريِّ، ويؤيِّدون شرعيَّة الرَّئيس المنتخَب (على اختلاف بينهم في بعض الرُّؤى والتوجُّهات):

1- الهيئة الشرعيَّة للحقوق والإصلاح، ومن أبرز علمائها السلفيِّين:

على السالوس، وطلعت عفيفي، ونشأت أحمد، وعُمر بن عبد العزيز القريشي، ومحمَّد عبد المقصود عفيفي، والسيِّد العربي، ومحمَّد يُسري، وحازم أبو إسماعيل وقد أصبح الآن يتبعه جموعٌ غفيرة.

2- جبهة علماء الأزهر، وفيها كوكبةٌ من علماء الأزهر الشُّرفاء.

3- مجلس شورى العلماء (وفيهم عددٌ من علماء أنصار السنة المحمدية بمصر)، ومن أبرز أعضاء المجلس: جمال المراكبي، وعبد الله شاكر، ومصطفى العدوي، ووحيد عبد السَّلام بالي، وسعيد عبد العظيم، وأبو إسحاق الحويني، ومحمَّد حسان، ومحمَّد حسين يعقوب.

4- الجبهة السلفيَّة (وهي رابطة تضمُّ عدَّة رموز إسلاميَّة وسلفيَّة مستقلَّة،  كما تضمُّ عدَّة تكتُّلات دعوية من نفس الاتجاه، ينتمون إلى محافظات مختلفة في جمهورية مصر العربية)، ومن أبرزهم: خالد السَّعيد، وهشام كمال.

5- الجماعة الإسلاميَّة (حزب البناء والتنمية)، ومن أبرز قادتهم: كرم زهدي، وعبود الزُّمر، وطارق الزُّمر، وصفوت عبد الغني، وأسامة حافظ، وعصام دربالة، وعاصم عبد الماجد، وعبد الآخر حماد، وغيرهم.

6- حزب الأصالة السلفي: ويرأسه حاليًّا إيهاب شيحة.

7- حزب الوطن السلفي: ويرأسه عماد عبد الغفور ونائبه يسري حماد.

8- التيار الإسلامي العام: ورئيسه حسام أبو البخاري.

9- كثير من أهل سيناء، والذين يغلب عليهم المنهج السَّلفي، مثل: تحالف القوى الإسلاميَّة والوطنيَّة والسياسيَّة والثوريَّة بشمال سيناء.

10- سلفيون انشقُّوا عن حزب النور وخالفوا آراء الحزب: كعضو الهيئة العليا للحزب محمَّد عمارة، وإيهاب عُمر مسؤول الدعوة السلفيَّة في شمال سيناء الذي انضم إلى المتظاهرين المؤيدين للرئيس محمد مرسي، وأحمد أبو العينين رئيس الدعوة السلفية بمحافظة الدقهلية، الذي صرَّح أن انشقاقه من الحزب بسبب تعاونه مع النصارى والعلمانيين ضد الإسلام.

11- كما أنَّ هناك قوى وتحالفات وطنيَّة غير الإخوان والسلفيِّين شكَّلت (الائتلاف الإسلامي)، ويضمُّ جميع الأحزاب الإسلاميَّة عدَا حزب النور، وهدف الائتلاف كما نصُّوا عليه: حماية  الشَّرعيَّة، وعودة الرئيس محمَّد مرسى إلى  منصبه؛ لأنَّه الرئيس الشرعيُّ للبلاد.

هذا داخل مصر، أمَّا خارجها فجمهور علماء أهل السُّنة ودُعاتهم لا يقرُّون حزب النور فيما ذهب إليه، يُعرف ذلك من تصريحاتهم وخُطبهم وكتاباتهم وتغريداتهم على (تويتر).

وختامًا: ليُعلم أنَّه ليس فيما ذكرته تزكية للعملية الديمقراطية، ولا لجماعة الإخوان المسلمين أو حزب الحرية والعدالة أو محمد مرسي أو الدستور الأخير بل لأن هذه المعركة الشَّرسة، وهذا التَّخطيط الإبليسي المقصود منه مواجهة التيَّار الإسلامي ككلٍّ، وإحباط المشروع الإسلامي برُمَّته، وإفشال أوَّل تجرِبة في هذا العصر لإقامة حُكم إسلاميٍّ في مصر.

ولا شكَّ أنَّ دين الله تعالى ظاهر منصور، والله غالب على أمره، {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} [الصافات: 171 - 173].

والواجب على المسلمين وعلى الدُّعاة إلى الله في كلِّ حين، وفي مِثل هذه الأوقات على وجه الخصوص أنْ يتذكروا النُّصوص الآمرة بالاجتماع على الحقِّ، والنَّاهية عن الفُرقة، وأن يتعالَوْا على مصالحهم الحزبيَّة وعلى خلافاتهم الشخصيَّة، وأن يتَّهم الفردُ نفسه، وتتهم الجماعة رأيَها في الفُرقة، وأن تصحِّح نظرتها ومنطلقاتها وموقفها بالاستماع إلى غيرها من أهل الغَيرة على الإسلام، وأن يُطبِّقوا حقيقة فقه الأولويات، ومعرفة خير الخيرين من شرِّ الشرَّين، فالمسلم خيرٌ من العلمانيِّ، والحاكمُ الذي تتحقَّق فيه شروط الولاية خيرٌ من الحاكم الذي لا يَستوفي هذه الشُّروط، بل قد يستجمع نواقضَها! ومن القواعد الفقهيَّة المقرَّرة: أنَّ الخير الناجز لا يُترك لمفسدة متوهَّمة، و لا يُترك حقٌّ ثابت لمتُوهَّم.

وكلمةٌ أخيرة لعلماء وقادة الدعوة السلفية بالإسكندرية:

إنَّ أشدَّ ما نخشاه هو أن يؤثِّر هذا الموقف السياسي الأخير لحزب النور على الدعوة السَّلفية التي كانت لها جهودٌ عظيمة وآثارٌ طيبة ليس في الإسكندرية فقط بل في مختلف أنحاء مصر وخارجها، ونؤكد على ضرورة استمرار الدعوة السلفية في الجانب الدعوي والتربوي مع استدراك الأخطاء التي وقعوا فيها في العمل السياسي والرجوع لأهل العلم واستشارتهم في المسائل الجسام التي تتعلق بالأمة.

كما ندعوهم إلى الانضمام إلى مؤيدي الشَّرعية من الإسلاميين وغيرهم، والسرعة في تدارك الأخطاء قبل فوات الأوان لتجنب مزيد من الخسائر، والمبادرة بإعلان رفض الانقلاب على الرئيس المنتخب بعد أن ظهرت بوادر الاستبداد والإقصاء للإسلاميين بغلق القنوات الفضائية المؤيدة للشرعية، والاعتقالات، وترشيح رموز العلمنة لرئاسة الحكومة، وغير ذلك، فهؤلاء القوم لا عهدَ لهم ولا أيمانَ لهم، وما اتَّخذوهم إلَّا كغطاء لما يكيدونه لمصر، وكلُّنا أملٌ في أوبةٍ حميدة لإخواننا وهذا هو الظنُّ بهم أنَّهم رجَّاعون للحقِّ، وقَّافون عند حدود الشَّرع، وبما لهم من سابقة في الدَّعوة إلى الله تعالى، وتعليم النَّاس الخير، وهذا من محاسن المنهج الذي ينتسبون إليه.

اللهمَّ اجمع كلمة المسلمين على الحقِّ.

والحمد لله ربِّ العالمين.

علوي بن عبدالقادر السقاف
27 شعبان 1434هـ



 اللهم أنصر الإسلام و المسلمين و اخذل الشرك و المشركين
و اقصم أعداء الدين و الكفرة و المرتدين
اللهم عجل بنصرك للمسلمين العاملين و المجاهدين في كل مكان .
 
تابع القراءة

| 0 التعليقات ]

بِــــــــــ،،،ـــمـﮯ  أللـّﮧ الرحمن الرحيمـــــــﮯ 

الحمد لله على إحسانه و الشكر له على توفيقه و امتنانه و الصلاة و السلام على الهادي إلى رضوانه و على آله وصحبه و إخوانه . أما بعد :
فقد أعجبني الرد العلمي لأحد الإخوة على التدليس المدسوس في آخر صرعات "الشيخ" المدعو فركوس على جمهوره في أحد الولايات وقد وقع منه ماوقع وسانقل لكم الرد بدون تصرف يقول :
 
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّد الأنبياء وأشرف المرسلين نبيّنا محمد وآله وصحبه الطيّبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد: فقد خلق الله الإنسان وحمّله من التكاليف الشرعية ما شقّ على السماوات والأرض تحمُّله وما ذلك إلا لخطورته وعظم شأنه "إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا" ومن أعظم تلك الأمانات التي استُحفظ عليها العبد على ضعف همّته وقلّة حيلته أمانة الرواية والدراية؛ فالأولى تحفظ بها النقولات من الكذب والتلاعب والتدليس أيّا كان مصدرها ومهما اختلفت نظرتنا إلى منبعها، والثانية يحفظ بها العلم من التحريف والتأويل والقول السقيم مهما في غيره مع صاحبه اتّفقنا.
ولا شك أنّ الناس يتفاوتون في تحمّل مسؤولية الحفاظ على هذه الأمانة بقدر اختلاف نصيبهم من العلم والفهم لهذا اشتدّ الوعيد والتهديد كلّما كان المكتوم من العلم أكثر وأهم "إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون؛ إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم" وما هذا الوعيد إلا لما في كتمان العلم من أخطار عظيمة على الأمّة.
ومن أولئك الذين قُدّموا للأمّة على أنّهم حملة لرايتها مدافعين عن دينها الشيخ محمد علي فركوس، رغم تواريه عن الأنظار وقلّة حديثه في خصوص ردّ عادية "الأشرار"، ولعل الهيبة والرغبة في الشيخ فركوس ما هي إلا نتاج لصمته وكما يقال "كل ممنوع مرغوب"، ولكن "لكل شي إذا ما تم نقصان" فقد فاجأ الشيخ فركوس الكثير ممن أحسن بهم الظن بمحاضرة ألقاها في ولاية "سيدي بلعبّاس" وسط جمع من مريديه حملت العديد من "التقوّلات" في حق إخوانه الدعاة، والكثير من "التحريفات" العلمية التي أطلقها في قوالب اختلفت بين "عمومات" و"تناقضات" فأخلّ بأمانة الرواية والدراية وما أعظمها من خلّة وأفدحها من زلّة.
ولست هنا لأناقش الشيخ مناقشة علمية قد يكون له فيها باع وسبق أكثر منّي بعديد أشواط، بل سأتطرّق إلى بعض ما جاء في المحاضرة من باب "مدارك منطقية" ليس بيني وبينه فيها فرق.
لن أتحدّث، أتوّقف للحديث عن كلام "الخشب" الذي تناول فيه شرف الانتساب لمذهب السلف وأسباب العدول عن تسمية "أهل السنّة والجماعة" إلى التسمّي بـ"السلفية" واحتكار أوصاف "الطائفة الناجية" و"الفرقة المنصورة" و"غربة الدين".. ولكن سأتطرّق لبعض النقاط التي طرحها وتهجّم بها على مخالفيه.
1- العلماء وحكم المشاركة في البرلمانات: معلوم عند صغار طلبة العلم أنّ العلماء اختلفوا في الكثير من مسائل "النوازل" ومنها "الدخول في المجالس النيابية" ما بين محلّل بضوابط ومحرّم لكثرة "المخالفات" . لكن الغريب أن يخرج علينا فركوس في محاضرته بنسبة من يدخل إلى البرلمان للبدعة ومخالفة المنهج السلفي رغم أنّ علماء كثرا يعتبرهم مرجعيات له، أفتوا بجواز الدخول في البرلمان منها قول ابن باز "لا حرج من الالتحاق بمجلس الشعب إذا كان المقصود من ذلك تأييد الحق وعدم الموافقة على الباطل"، وقول ابن عثيمين "أرى أن الانتخابات واجبة" وفتاوى اللجنة الدائمة أشهر من أن تذكر.
فهل الشيخ فركوس الذي هاجم "السلفية الجهادية" لأنّها بزعمه لا تحترم العلماء السلفيين الناصحين يحترم هؤلاء العلماء الذين نسبهم إلى "القاعدة الميكافيلية" .
طبعا من حقه أن يرجّح ما يراه أقرب إلى الحق أمّا أن يتهجّم على مخالفين فهذا أمر لم يراع فيه "آداب الخلاف" ولا "حقّ الأخوة" . فضلا عن ذلك: منذ متى أصبح دعاة "السلفية الجهادية" يرضون بالدّخول في البرلمانات؟
2- العذر بالجهل بين شرك القبور وشرك "الحاكمية والتشريع":  الشيخ فركوس أحد أكثر المنتسبين إلى العلم والدعوة في الجزائر تحمّسا للقول بعدم اعتبار "الجهل" مانعا من تسمية من وقع في الشرك مشركا كافرا بل ألّف رسالة كاملا بعنوان "في ضوابط العذر بالجهل" لتوضيح ذلك ومما جاء فيها أنّ "الذي وقع في مَظهرٍ شِرْكِيٍّ ولم يعلم مناقضتَه للإسلام... فإنه يفرَّق بين قُبح المعصية وتسميةِ فاعلها بها، سواء قبل ورود الشرع وقيام الحُجَّة، أو بعد البيان وظهور الحجة الرِّسالية، وبين كون مرتكبها لا يستحقُّ العقوبةَ في الدارين؛ لأنَّ العقوبة والعذابَ متوقِّفان على بلاغ الرسالة، لقوله تعالى: "وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً" فالمتلبِّس بالشرك كالساجد لغير الله مِن وَلِيٍّ أو صاحبِ قبرٍ فهو مشركٌ مع الله غيرَه في العبادة، ولو نطق بالشهادتين وقت سجوده؛ لأنه أتى ما ينقض قولَه من سجود لغير الله، فمن حيث التسميةُ فهو مشرك بما حدث منه من معصية السجود لغير الله، لكنه قد يُعذر بجهله من جهة إنزال العقوبة التي لا تتمُّ في الدارين إلاَّ بعد البيان وإقامة الحُجَّة للإعذار إليه " فأوضح بأنّ الواقع في الشرك الأكبر يصير كافرا مشركا ولو كان جاهلا ولا يعني هذا أن يطبّق عليه حد الردّة أو أنّه مخلّد في النّار، إذ أنّ هذا موقوف على "البيان وبلوغ الحجّة" عكس الوصف بالشرك الذي لا يشترط فيه "علم" ...لكن الشيخ فركوس عند تناوله لمسألة الحاكم بغير ما أنزل الله أو ما سمّاه في نفس الرسالة "شركا في الربوبية" وفي غيرها "شرك تشريع وحاكمية" و"اعتداء على الله في الحكم" ناقض نفسه فنسب "مبدأ عدم العذر بالجهل في المسائل العقدية" إلى "السلفية الجهادية وهو خطأ رواية ودراية، فمن السلفية الجهادية من يعذر بالجهل حتّى في الشرك الأكبر سواء في العقوبة أو التسمية كأبو بصير الطرطوسي فكانت من الإخلال بالأمانة نسبة هذا القول إليهم بإطلاق ومن الإخلال بالرواية أيضا استعماله للفظة "المسائل العقدية" وليس يعرف عنهم قط هذا والشيخ مطالب بدليله عليهم أنّهم لا يعذرون بالجهل في كل المسائل العقدية كما يقول، لكن فيهم من لا يعذر بالجهل في الشرك الأكبر كأبي محمد المقدسي وهو نفسه قول الشيخ فركوس!! ومن الإخلال بالدراية كيل فركوس بمكيالين، فالمشرك في القبور كافر ولا عذر له ولا يصح تسميته بالمسلم ولو كان لا يفهم شيئا ولم يصل له قرآن ولا بلغه حديث، إذ اسم الشرك يثبت حسبه "قبل بلوغ الحجّة"، أمّا المشرك في "التشريع والتحليل والتحريم والطاعة" من الأنظمة والحكّام "معذور بجهله" وإلا فتكفيره يجرّ بلا ريب إلى "تكفير الرعية" وهو تصوّر لا يقول به عاقل فضلا عن منسوب إلى العلم، بل الاغرب من ذلك أنّ فركوس يؤكّد بأنّ العذر بالجهالة حتى في العقوبة لا يتناول "القادر على معرفة الحقِّ، لكنَّه مُفرِّطٌ في طلب العلم، ثمَّ أعرض عن ذلك تاركًا ما أوجب اللهُ عليه، وخاصة إذا وجد في دار الإسلام حيث مَظِنَّة العلم" فبأي حجّة عذرهم وما السبب الذي جعله يستثنيهم!! وإنّي لأحتار من مريديه الذي قد يكونون على إطلاع بكلامه أكثر منّي كيف لا يعارضونه في هذا الكلام وكيف لا يظهر لهم هذا التناقض الصارخ في الأحكام!!.
3- السلفيون واحترام العلماء: زعم الشيخ فركوس أنّ من حكم عليهم بمخالفة المنهج السلفي "تستصغر شأن علماء السنة السلفيين الناصحين ولا تنظر إليهم إلا بعين الاحتقار فتنتقص من قدرهم وتتجاسر عليهم وعلى ما يحملونه من علم نافع صحيح باللمز والغمز والطعن بألفاظ كاذبة وأوصاف خاطئة وبيانات مغرضة وتنعتهم تارة بمرجئة الفقهاء وتارة بجهالة فقه الواقع وتارة بالعملاء وأخرى بعلماء السلاطين أو البلاط أو أتباع بغلة السلطان" وهنا أظنّ أن لا أحد من المسلمين البتّة إلا وسيتوّقف مندهشا لهكذا كلام ليطرح تساؤلات وتساؤلات وهو ينظر لمن يوصفون بـ"السلفيين" الذي ما تركوا عالما أو داعية بل ولا عابدا يخالفهم الرأي إلا وسفّهوه وبدّعوه فهذا "سروري" و" قطبي" و"حزبي" و"سلفي الظاهر صوفي الباطن" و"إخواني محترق" والأصولي "علمه زبالة" و المشار إليه بالبنان "كلب عاو" فضلا عن محاسبة النّاس بمساوئهم وطرح كلّ حسناتهم فسمّي العالم ضالا مضلا لأنّه "أشعري" وسمّي العابد مشركا لأنّ في تنسكه نزعة تصوّف ومن يرفض طغيان الظالمين هو "داعية فتنة". حتى أصبحت حملات "التبديع" و"التسفيه" علما على السلفية التي تناصرها وتحذّر من التهجّم على دعاتها، فمن أحق باللوم ومن أحق بالتحذير أمريدوك الذين أصبحوا "كالذباب يراعي موضع العلل" أم من ترفض انتسابهم للسلفية لأنّهم وصفوا العلماء المقرّبين من الأنظمة بـ"أتباع بغلة السلطان"؟ فالواجب أن تبادر بلومهم لا لوم غيرهم وكما يقال "إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي النّاس بالحجارة".
4- دار الإسلام ودور الكفر: يعرف عن أغلب أئمة الدعوة النجدية الوهابية الذين يتّخذهم الشيخ أعلاما ومرجعيات يهتدي بهداهم ومصابيح نور يقتفي آثارهم، أنّهم يحكمون على الديار بأنّها ديار كفر أو ديار إسلام حسب "الأحكام الغالبة عليها" فإن غلبت عليها الأحكام المناقضة للإسلام فهي "دار كفر" وإن غلبت عليها أحكام الإسلام فهي "دار إسلام" تختلف ما بين "دار إسلام وعدل" و"دار إسلام ظالمة" ثّم جاء أعلام السلفية المعاصرون وأنزلوا ذلك على الدّول المحكّمة للقوانين فهذا محمد ابن إبراهيم آل الشيخ يسأل عن الدول المحكّمة للقوانين يجيب بكفرها واللجنة الدائمة برئاسة ابن باز" تقول "وكل بلاد أو ديار، لا يقيم حكامها وذوو السلطان فيها حدود الله، ولا يحكمون في الرعية بحكم الإسلام، ولا يقوى المسلم فيها على القيام بما وجب عليه من شعائر الإسلام؛ فهي دار كفر" وهذا صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية بالمملكة يقول أنّ  "الدولة متى كان التحاكم فيها إلى الطاغوت ظاهراً فاشياً فالدولة دولة كفر، ومتى كان قليلاً خفياً أو كان قليلاً ظاهراً وينكر، فالأرض أرض إسلام، والدار دار إسلام، والدولة دولة إسلام"، ونقلي لكلامهم لا يجعله قولا فصلا في المسألة بل الخلاف فيه مشهور ولكل حجّته، لكن أن يأتي الشيخ فركوس لنسب هذا القول إلى جماعة بعينها وينفيه عمن يصفهم بـ"السلفيين" فهو بذلك بتبرؤ من هؤلاء ويخرجهم من السلفية فليست السلفية الجهادية مخالفة للسلفية الشيخ ومن يتّبع ولكن "أئمّة الدعوة النجدية" أولى بذلك! فهل يقبل فركوس بذلك؟ فلا أعيب على فركوس حكمه بإسلام الدور المحكمة للقوانين لأنّ غالب شعبها مسلم أو لأنّ الآذان يرفع فيها أو لأنّ الأصل فيها الإسلام فكلّها أقوال علماء، ولكن يعاب عليه تجريم قول معتبر وتلبيسه طائفة ليتهجّم عليها وسط أتباعه.
5- السلفيون و"تجارة التوحيد": ظلّت مسألة التوحيد والدعوة إليها علما وعملا من المسائل التي يشهرها الكثير من المنسوبين للسلفية ضد مخالفيهم، فمن دخل غمار المعترك السياسي حذّروا منه وبدّعوه بدعوى عدم "اهتمامه بالتوحيد" ومن اهتم بالسلوك والتربية قالوا "دعوتك غير صحيحة لأنّك زهّدت في التوحيد" ومن دعا لمناصرة المسلمين المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها سلّوا عليه سيف "التوحيد" ، فبدل أن يكون "التوحيد" محفّزا لنشر القيم والثوابت ودافعا إلى نصرة الحق وأهله أصبح "تجارة" تسوّق لبعض "المغرّر" بهم لتثبيط المسلمين وتخذيلهم. لكن ومن فترة كسدة البضاعة "المزجاة" بعد أن ظهر جليّا أنّ من رموهم بالتزهيد عن التوحيد هم من قامت الدينا ضدّهم لأنّهم رفضوا الشرك والتنديد وعبادة الأضرحة والقبور وقاموا لها محطّمين ولأهلها بالتحذير من ممارسة طقوسهم داعين، إلى أن خرج علينا الشيخ فركوس بالأسطوانة المشروخة في التحامل على إخوانه واصفا إيّاهم بأنّهم "حركة تزهِّد في أسس دعوة الرسل القائمة على التوحيد والإتباع والعمل على تجسيدهما في أرض الواقع بالدعوة إلى تجريد التوحيد من الشركيات والضلالات" فسبحان الله من نصدّق؟ أما نراه أمام أعيننا ونسمع به بآذاننا أم ما تدّعي أنت ضدّهم؟ ولو تفضّل الشيخ وأعطانا حكما شرعيا لمن وصفهم بهذا الأمر الخطير!! ولو يتحدّث أكثر عن دعوة التوحيد ومن يزهّد عن بعض أجزائها حتّى قال أحدهم "إنّ هؤلاء غلو في توحيد الحاكمية غلو الروافض في علي" . فمن يزهّد عن التوحيد ومن أحق باللوم؟
6- جهاد الدفع أم جهاد الطلب!!: يقول الشيخ فركوس في محاضرته "الجهاد عند أتباع السلف ينضبط بشروط منها أن يكون من حيث مبدؤه مشروعا وموكولا إلى الإمام العام واجتهاده وتلزم الرعية طاعته فيما يراه من ذلك فضلا عن إعداد العدة المادية ونحو ذلك ممّا ينضبط به الجهاد في سبيل الله "فيا أهل العقول أرشدونا إلى ما بدر في تصوّراتكم وأنتم تسمعون هذا الكلام؟ إذا بدر إلى ذهنك جهاد المحتلين في فلسطين والعراق وأفغانستان ومالي وكشمير والقوقاز والصومال وغيرها من بلاد المسلمين المحتلّة فاعلم بأنّك "جاهل" وأنّ أراد فركوس عن عمد وترصّد أراد التغرير بك.. وهو يتحدّث بـ"عمومات" ليلبّس على الخلق حتّى إذا نوقش قال لم أرد ما ذهبتم إليه؟ فهذا الكلام هو مسألة توجد فقط في عقل فركوس ولا تقول بها أي جماعة جهادية اليوم ومفاد كلامه أنّ من أراد فتح بلاد جديدة وضمّها إلى الرقعة الإسلامية تلزمه هذه الشروط فهو يتحدّث عن فتح "جنوب إفريقيا" و"البرازيل " مثلا، وليس الدّفاع عن الأراضي المحتلة الذي يحاول جهذه إبعاد تسمية "الجهاد" عنه! ووصفه فقط بـ"دفع الصائل"، أمّا الدليل على كلامي هي كلمته الشهرية الأخيرة التي قرر فيها أنّ جهاد الدفع "لا يُشترط له شرطٌ، بل يُدفع بحسب الإمكان" فلا إذن ولي أمر ولا إعداد عدّة وهو فرض عين. وخص هذه الشروط بجهاد الطلب، فمن هي الجماعة التي سمع بها فركوس في هذا العصر تدعو إلى فتوحات جديدة بعيدا عن إذن "ولاة الأمور" ولكنّ فركوس أراد "التلاعب" بعقول من "يثق" فيه وفي توجهاته ولا حول ولا قوة إلا بالله.
هذا ما استطعت أن أورده من نقولات من محاضرته التي ناقض فيها نفسه في أكثر من مرّة ولم أناقشه علميا ولكن اكتفيت برد كلامه بتأصيلاته أو تأصيلات من يعتبرهم من علمائه ولعلّ أهل العلم الفحول في الجزائر يردّون عليه ردّا علميا يثلج الصدور ويشفي النفوس من شبهات الفركوس.
تابع القراءة